رغمــــا عــــــــــني وعنــــــــك

لقد كنّا معاً .. والنهار يملأ قلوبنا.. والدفء يسكن فينا.. ويمرح بيننا..
لم تحمل النسمات ليلاً.. بل حملها الليل عطوراً زاكية..

لم يعدني الليل بصباح.. ولم يخضّب القمر بالنور ادلاجه.. ولم تسبح النجمات
في ديجوره راحلة.. ولم تعدني هي الأخرى بالعبور عائدة..

فعلَت كما فعلْتَ.. وصمتَت كما صمتَّ..
تملؤني بكاءً مريراً.. لا يدفع ثمنه إلاّ عيني.. وضلوعي.. وبعضاً من نبضات فؤادي..

*::::*

لم تعدني بتذكرة سفرٍ إلى حيث تكون وترحل.. ولا بهدية اللقاء بسمةً تمسح آثارَ الدموع..
وسنين الانتظار مرسومةً على وجهي .. لا تُنسى.. وجرحاً بين الوريد والشريان..
يقطع الوصل بين الحنين والحنين..

*::::*


لم تترك لي ما أقول.. وأنت الواقف في طريقي.. الناظر إليّ.. والمتنقّل نظراً بيني وبين دموعي..
والمتألّم صمتاً واندثارا..

ماذا حدث للأيام النائمة بين قلبينا..؟ ماذا ألمَّ بها ؟ ما الذي أخذه الربيع ولم يعطينا؟
ما الذي علّمه الخريف للشتاء .. ولم يعلّمه الربيع لصيفنا؟


ما الذي تزامن مع موعد اللقاء.. فأصبح يحتضر في ساعته.. في أولى لحظاته.. بل في أولى نظرات
عينينا؟؟


لماذا استسلم الشجر الأخضر سريعاً للأرض البور.. فقبل بعطائها.؟ وقبلت هي بقلة ماء سمائه..
وقبلت سماؤنا بعجزنا .. فبقيت صافية خالية؟ ولم نفجر في داخلنا بركاناً.. ولا نبعاً ولا ماءً
ولا عيناً ولا أنهاراً..؟

لماذا قبلنا بالشحوح .. وصرنا صورة عنه؟؟...


*::::*

لم تعدني .. ولكنني وعدتك ..
وعدتك بأني لا أستسلم ..ولن أقف صامتة ضعيفة..

وعدتك بأن الليالي تعرفني .. فهي تنافسني المسير تلو المسير.. ولا أستفيق من نومها حتى
تغفو..

وعدتك بأن بأسي باقياً يحب الصمود لا الانحدار.. سيبقى رغم كل انحدار يقوى لا يكسر..

وعدتك بالنهار واستطالته فيّ.. رغم بلاهة التفسير.. وقلة المفردات..


وعدتك بالوفاء في قلبٍ مليءٍ بالكثير صدمةً..
صدمة الحب أولاً .. والكذب ثانياً .. والخداع تالياً .. وانعدام الثقة مراراً ومرارا..

يتحدّى ديمومة الألم.. ويقهر ويلات الذكريات..

*::::*


وعدتك ولم تشأ أن تلزمني بوعدي..ولم أستطع أن أثنيك عمّا اتخذته خليلاً .. ورسمته طريقاً
واعتمدته أسلوباً ومصيراً..
ابتعدت .. ولم تعدني..


*::::*

أكان عليّ الصراخ بوجهك وأنت تفعل ما تفعل..وتروح وتأتي. وتنفر وتنفر ثم تنفر.. جاعلاً منّي
دميةً تحركها بيديك..


أكان عليّ الانقضاض على تفكيرك.. والاستيلاء على عالمك رغماً عنك بدهاء الأنثى ..
وحماقة الحب حيناً.. وجنون العاشقين تاراتٍ وأحيانا..

أكان عليّ قتلك قبل قتلي .. بسكين المحب.. وكلمات الفراق..وأناقة تحطيم القلوب..

أكان عليّ أن أخذلك بإشاعةٍ تصدقها .. فتبتعد.. أم أجرح كبرياءك بقسوةِ أسلوبٍ جديدٍ

لا أعرفه..


أكان عليّ أن أمثّل أمامك مليون صورةٍ لا أعرفها .. ومليون قولٍ لا أجيده.. ومليون قنبلةٍ
أفجرها بين قلبك وضلوعك لتحس بمدى خسارتي فيك..

أكان عليّ أن أعدك بما لا أملك.. حياتي التي ليست لي.. وقلبي الذي ليس لي.. ودمي الذي ظننتك
تحس بنزفه فيّ فلا تبارح مقعدك وأنت تضمد جراحه..


هل طلبتك الكثير .. هل سألتك الكثير..

كان قلباً نابضاً .. فماذا حلّ به الآن.؟؟!!

أتعلم ..

وعدني أن يصمتَ صمتك.. وينهجَ نهجي.... فقتلني فيك وفيّ.. وآواني الصمود رغماً عنك وعنّي